الفيلم يقدم قضية امرأة مسيحية مطلقة تحب رجلا وتريد الزواج منه، ولا تتمكن من الحصول علي تصريح زواج من الكنيسة لأنه أمر يمنعه القانون والإنجيل، إلا أن حلم الأمومة يغلبها فتخرج علي العالم أجمع وهي تطرح تساؤلات عديدة. نص الإنذار يقول «نحن محامون مصريون يهمنا في المقام الأول حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، ولكن الحرية لا تصطدم مع شريعة إلهية، فالفيلم يتحدي الكنيسة والمسيحيين ويؤكد أنه سيحدث تغييرا واسعا في المجتمع» وبطلته إلهام شاهين تؤكد أنها «تريد حل قضية الطلاق للمسيحيات علي طريقة الخلع للمسلمات». كما أكد الإنذار على التقدير للشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الذي دعا الرقابة الفنية لمنع الفيلم لأنه يسيء للمسيحية ويحدث الفتنة في المجتمع.

وأوضح مقدمو الإنذار أن «الفيلم تحريض من القائمين عليه بازدراء ومخالفة قوانين المجمع المسيحي المقدس، حيث يسعي إلي تعديل لائحة 1938 للأحوال الشخصية وإلغاء أسباب الطلاق التي تخالف شريعة ودستور المسيحية وهو الإنجيل».

نبيل غبريال المحامي المصري قال لـ «الشرق الأوسط » إن 10 محامين بينهم ثلاثة مسلمون تقدموا بإنذار قضائي لرئيس مجلس الوزراء المصري لأنهم يعتقدون أن منع عرض الفيلم في مثل تلك الحالات يحتاج لقرار سياسي. وأضاف قائلا انه إذا لم تتخذ الجهات الرسمية التي وجه إليها الإنذار أي خطوات وإذا لم يرد عليه صناع الفيلم في خلال أسبوع سيتخذ هو وزملاؤه إجراءات قانونية وسيقومون بتقديم بلاغ عاجل للنائب العام لإيقاف عرض الفيلم. وقال غبريال إن الزواج في المسيحية - على حد قوله - سر من أسرار الكنيسة السبعة مثل أركان الإسلام الخمسة والمساس به مساس بجوهر العقيدة، وأنه ليس قضية اجتماعية يمكن للفن مناقشتها كما يقول صناع الفيلم، مضيفا «إذا كان هناك فيلم يدعو المسلمين إلى الزواج من خمس ألن يعترض الجميع»؟

المفارقة أن غبريال لم يشاهد الفيلم الذي لم يتم عرضه بعد، لكنه بنى دعواه – بحسب قوله - علي تصريحات بطلته إلهام شاهين في وسائل الإعلام عن قصة الفيلم ورغبتها في حل مشاكل تلك السيدات المسيحيات ومستندا علي دعوة الشيخ جمال قطب الرقابة الفنية بمنع الفيلم لأنه يزدري المسيحية.

ومن جانبه نفي الشيخ جمال قطب لـ«الشرق الأوسط» أن يكون قد وجه دعوة مباشرة للرقابة الفنية بمنع الفيلم لأنه لم ير الفيلم أصلا قائلا: «ما حدث أنه اتصل بي صحافي وأخبرني أن هناك فيلما يتعرض لعقائد المسيحيين بالسوء فأجبت أنه لو كان كذلك فلا يصح للفن أن يناقش الأمور العقائدية لان نقد الدين ليس دور الإعلام والدراما وإنما يتم في أروقة الكنيسة بين رجال الدين». بطلة الفيلم إلهام شاهين بدورها قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه يجب علي المتقدمين بالإنذار أن ينتظروا حتى يروا الفيلم ثم يعترضوا، وأكدت أنه ليس بأيديهم فعل شيء لوقف عرض الفيلم وليس لديهم مستند يدينه. واعتبرت شاهين أن فيلمها مشابه لفيلم «أريد حلا» لفاتن حمامة، ففي ذلك الوقت اعترض الجميع علي مناقشة قضية الخلع واعتبره البعض مخالفا للشريعة الإسلامية وكان الفيلم سابقا لعصره، وأكدت شاهين أن الفيلم سيتم عرضه في أوائل مارس المقبل.

الناقد الفني طارق الشناوي يرى انه لا ينبغي المصادرة بالسمع وهذا خطأ من المتقدمين بالإنذار، مضيفا أن الأقباط في مصر يجب أن يكونوا أحرص الناس علي أن تناقش الدراما المصرية مشكلاتهم وقضاياهم لأن ذلك يعد أول الطريق في تحقيق المواطنة، فكلما اختفت شخصية القبطي من الدراما، كان الجو مهيأ للاحتقان والتطرف.

يتبع امر هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام جدا